يحل برشلونة يوم غد الأحد ضيفاً على راسينج سانتاندير في ملعب ساردينيرو ضمن الجولة السابعة و العشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم، و ليس أمامه سوى الفوز و حصد ثلاث نقاط جديدة تساعده في مواصلة المطاردة و اللحاق بالمتصدر ريال مدريد.
مباراة الذهاب التي جمعت بين الفريقين ضمن الأسبوع الثامن من الليجا الإسبانية، كانت قد انتهت بفوز كبير لبرشلونة بثلاثية نظيفة، و هي المباراة التي شهدت تألق الثنائي ليونيل ميسي و أندريس إنييستا و هما اللذان هدّدا مرمى الضيوف في أكثر من مناسبة، حيث كانا وراء الأهداف الثلاثة التي سُجلت في هذا اللقاء.
برشلونة قدّم أداءً جيداً و كان يستحق الفوز بعد أن تلاعب براسينج سانتاندير كما شاء، و استحوذ على الكرة منذ البداية حتى النهاية، و كان الفوز مضموناً أمام فريق مستسلم، فضّل التراجع و الدفاع عن مرماه طوال الدقائق التسعين.
ومن الملاحظات التي آلت إليها مباراة الكامب نو، هي إصابة جيرارد بيكيه و غيابه عن الفريق لأسبوعين، إذ منذ ذلك الحين، عانى برشلونة من غيابات هامة جداً في خط الدفاع وكان بيب جوارديولا في حيرة أمره لإختيار أفضل تركيبة للخط الخلفي للفريق.
لكن أهم ما شهدته مواجهة برشلونة لراسينج سانتاندير هي مشاركة بعض اللاعبين البدلاء في تشكيلة البلاوجرانا و على رأسهم تياجو ألكانتارا و ماكسويل أندرادي و اللذان قدّما مستوى جيد خلال الدقائق التي شاركا فيها...
نجم اللقاء
ربما يحتار الإنسان أحياناً في اختيار أفضل لاعب في برشلونة، حيث يعتقد البعض أن ميسي هو الأفضل، بينما يُرجع البعض الآخر يُرجع سبب تألق البارسا إلى الرسّام أندريس إنييستا أو المايسترو تشافي هيرنانديز، أو حتى للجندي المجهول سيرخيو بوسكيتس... و هذا ما حدث بالفعل في مباراة برشلونة و راسينج سانتاندير في الكامب نو و التي شهدت تألق العديد من اللاعبين من جانب الفريق المُضيف.
لكن في النهاية، يجب التوضيح بأن إنييستا كان يستحق أكثر من غيره وصف رجل المباراة، بعد أن ساهم في الأهداف الثلاثة التي سجلها برشلونة في اللقاء، حيث كان ضابط الإيقاع و صاحب الفضل في الفوز الكبير للبلاوجرانا، وما يزيد من أحقيته في هذا الوصف هو تقديمه لمستوى كبير جداً فور عودته من الإصابة!!
الحالة الفنية
عانى برشلونة في الجولات الأولى من الليجا الإسبانية من الإرهاق الشديد و غياب بعض الأسماء الهامة بداعي الإصابة، وهذا ما جعله يخسر بعض النقاط و يتعثر في بعض الأحيان.. لكنه استعاد قوته و فاز على راسينج سانتاندير بأقل مجهود في الكامب نو، و كانت تلك إنطلاقته في الموسم الحالي، لإثبات جاهزيته للدفاع عن لقبه.
من الناحية الفنية، كان برشلونة جيداً أمام راسينج سانتاندير حيث اعتمد بيب جوارديولا على خطته المعهودة (4-3-3) و دفع بكامل نجومه، مع بعض التغييرات البسيطة في التشكيلة بمنح الفرصة لبعض اللاعبين، و إراحة البعض الآخر.
ردود الأفعال
عقب إنتهاء المباراة، رفض المدير الفني لبرشلونة بيب جوارديولا إنتقاد الحكم بسبب تغاضيه عن إحتساب ركلة جزاء صحيحة لصالح البلاوجرانا، و أكد على أن فريقه لا يريد شنّ حرب ضد الحكام الإسبان كما يفعل ريال مدريد الذي اتضح أنه كسب الرهان في نهاية المطاف.
في المقابل، اعترف قائد راسينج سانتاندير بيدرو مونيتيس أن فريقه خسر لأن برشلونة لم يرتكب أية أخطاء في الدفاع و لأن الراسينج لم يكن في أفضل حالاته و كان من الطبيعي أن يخسر في الكامب نو و لو بثلاثية نظيفة.
هذا و تسبّب حارس المرمى فيكتور فالديس في جدل واسع بعد إحتفاله الغريب بالهدف الأول الذي سجله المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في الدقيقة الحادية عشر، لكنه اعترف في نهاية المطاف أن السبب وراء ذلك هو رهانه مع أحد الأصدقاء المقرّبين إليه.
القرارات التحكيمية
بالحديث عن الجانب التحكيمي، فقد قاد تلك المباراة السيد آيزا جاميز، الذي نجح إلى حد كبير في إدارة المواجهة الهامة بين برشلونة و راسينج سانتاندير، و كانت معظم قراراته صائبة ما عدى عدم احتسابه ركلة جزاء صحيحة للنادي الكتلوني في الدقيقة السادسة والسبعين بعد عرقلة واضحة تعرض لها ليونيل ميسي داخل منطقة جزاء راسينج سانتاندير... لكن على العموم، قراره ذلك لم يؤثر في نتيجة اللقاء و كان الفوز من نصيب برشلونة، الذي استحوذ على الكرة منذ البداية حتى النهاية و كأنه الوحيد الذي لعب على أرضية الملعب !